بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أعاننا على ختم كتابه المجيد، وهدانا بفضله لإتباع سنة نبيه الحميد، وواعدنا على شكر نعمه من إحسانه المزيد، فقال عز من قائل
﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾
وجعل علينا حفظةً من الملائكة المقربين، وسفرة من الكرام الكاتبين، فقال وهوأصدق القائلين
﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾
والصلاة والسلام على خيرةِ الله من البشرِ، وصفوتهِ من بني مضر، والشفيع إذا وجلت القلوبُ وشخص البصر، والحاكم الذي بيده مفاتيح الجنةِ وسقر، الذي حدثت عن جلال نعته السور، وسارت بأنوار علمه السير.
ماذا يقولون في أوصافهِ الشعراءُ
ولكل مدحٍ طويلٍ فيه قد قَصُراَ
لو قيـلَ ما قِيلَ في معـناهُ ما حُصرا
أعي الورى فهمُ معناهُ فليس يُرى
القربُ والبعدُ فيهِ غير منفخمِ
وجاهد بنفسه في أحياء دين الله حتى كسرت رباعيتهُ بحجر، وهاجر في محل الغربة، واحتمل المشقة والكربة، وعادى الأقربين في طاعةِ ربه وهجر، وربط على بطنه حجر المجاعة، ودان له كل شيءٍ وأطاعه، حتى دعى بنخلةً فأقبلت إليه بالثمر، وحن على مفارقتهِ الجذع اليابس، وأحيا معالم الدين وهي دوارس، وأضاءت بنورهِ الحنادس، وخمدت يوم مولدهِ نيران فارس، وانشق إيوان كسرى وانفطر.
إليه كل البهاءِ والحُسنُ يفتقرُ
ومن ضياءِ سناهُ البدر يفتخرُ
إنْ رِمْتَ عِـلماً بمن حــارت بهِ الفـــكرُ
فمـبلغ العِــلمِ فيــــه أنّهُ بَشــــــــرُ
وأنه خير خلق الله كلهم
اضطربت له قصور الشام، وتساقطت الأصنام عن البيت الحرام، ورميت الشياطين بالشهب العظام، لما أشرق نورهُ الشريف وزهر، ووقع على فضله الاتفاق ورقى على البراق، واخترق السبع الطباق، في أقرب من لمحِ البصر.
كم أخجلت في السماءِ بدراً ملاحتهُ
كم أعجزت بالندى بحراً سماحتهُ
كـم أعيت العُرب في نطقٍ فصاحتهُ
كـم أبــرأَت وصِـباً باللمــسِ راحـتهُ
وأطلقت أرِباً من رِبقهِ اللممُ
وظلله في مسيره الغمام، وأثرت منه في الحجر الأقدام، وشهد بشرفهِ و فضله الخاص والعام، ونبع الماءُ من بين أنامله (أصابعه) وانهمر، وعجزت البُلغاء عن مباراته، وتعجبت الحكماء من أخلاقه وسجياته، وأراهم منظره البهي وبهر.
الوجه يبدو كمثلِ الصبحِ في فلقِ
والقلبُ من خوفِ مولاهُ على قلقِ
فــــاق النـبيين في خَلــــْقٍ وفي خُـــلــُقِ
فــــاق النـبيين في خَلــــْقٍ وفي خُـــلــُقِ
ولم يدانُوهُ في علمٍ ولا كرمُ
ونطق بفضله القرآن وتشرف بوجوده الكون والمكان، ورمى في وجوه المشركين قبضة من تراب فانهزم الجيش وانكسر، وأُيد بالملائكة المسومين وجعل من خِدّامهِ جبرئيل الأمين، وخص بالنبوة وآدم بين الماء والطين، ونُصر بالرعب وقارنه الظفر.
يا ذاكراً وصفهُ واللهِ لست تَفي
لو قلت في وصفهِ ديماً ولم تقفِ
له خـصائصُ في الأكـــوانِ و الصحفِ
كالــزّهرِ في تَرَفٍ والبــــدرِ في شـــرفِ
والبحر في كرمٍ والدهرُ في هممِ
وزالت بدعائه الكروب العظام، واستسقى بوجههِ الشريف الغمام، وأثرت منه في الحجر الأقدام ، وانشق إجابة لتصديق نبوته القمر، عاش ثلاثاً وستين سنة ومات يوم الثامن والعشرون من شهر صفر، النبي المؤيد والبشير المسدد أبي القاسم محمد ابن عبد الله ابن هاشم ابن مضر،
وعليه الصلاة وعليه السلام
********
اللهم صل وسلم على قطبِ سماءِ المناقب، وسفينةِ النجاةِ لكل راكب، والباب الذي من دخلهُ كان آمنا من المعاطِب، والصراط لكلِ آيبٍ وذاهب مصباح الدياجي والغياهِب، ومرجِع المعضِلِاتِ ومُظهر العجائِب.
ســـارت بأنــوارِ عــلـمـهِ السِّــيــرُ
وحدّثت عـن جَـلَالِ نعته الســورُ
والواصفونَ المحـدّثُــــون غـــلـــُو
وبالغوا في عـــلاهُ و أعتــــذروا
مقدامِ السرايا والكتائب وجمال الجيوش والمقانب، من رقى على كتفه الرسول فحاز أعلى المراتب، من حطم الفرسان وجدّلَ الأقران، في يومِ الجمل وصفينَ والنهروانِ، بسيفه القاضِب، من أقام عمود الدين بالبيضِ القواضب، من كبر ليلةَ الهريرِ على خمسمائة قتيلٍ كما عدة- الحاسب، من فرق الألوف وشق الصفوف بعزمهِ الثاقِب، من فتح حصونَ الشرك وهد منها الشناخِب.
جوادُ رِهانِ السّبقِ شمسُ ضحى العُلاَ
سماحُ بِحارِ الجودِ قُطبُ رَحى الحربِ
قد شهدت بدرٌ بمقامه وكان حنينُ من بعضِ أيامه، وسل أحُداً عن فعل قناته وحُسامه، ويوم خيبرٍ إذ فتح الله على يديه، والخندق إذ خرَّ عمروٌ ولقَّمَه يَدَيه، وسل عنة ليلة الهريرِ التي خاضت فيها ذكورٌ لها دَمَها وخرصانها، بأيدي فُرسَنِها. وصَدَرتْ بُحمرةِ بُرهانِها، بعد ورودِها بترقةِ كِيوانِها، واتصلت بها مصافحة الصفاح بصفحات رؤوسها وأبدانها، واتخذت الصوارم واللهادِم من الطلأ والكلأ بدلاً عن أجفانِها، قد تحطمت رِماحُها وتثلمت صِفاحُها واخترِمت أرواحُها، والناس فيها يتلاطمون تلاطم السيول والأمواج، ويتصادمون تصادم الفحول عند الهياج، لايمتازُ المحق من المبطل لتراكم ظِلِال الليل الدّاج، وتفاقُم العجاج، حتى أسفر صباحها وهم ما بين مجدٍ مسيحٍ، ومجدلٍ طريحٍ، ومخذولٍ جريح، ومقتولٍ نطيح، هذا وهو فيها كالهزبر الهصُور، والنمر الجسور، لا يعترضه في إدحاض الباطلِ توهمِ فتور ولا قصور، يختطفُ رؤوساً، ويسقي القاسطين من صاب المصائب كؤوساً، برمحه الفاصِم وضربه القاصم، وسيفهِ الحاسم ورمحِهِ الناظِم
مولاً تلوتُ مديحهُ فوجدتهُ
أحلى من الرشفاتِ في الأفواهِ
فطلبتُ مجتهداً نـهايــــةَ وصــــفهِ
فــوَجــــدتـهُ ما ليــس بِــالمتــــناهي
من ردت له الشمس مرتين بعد ما بدت الكواكب، من قال بملأٍ من الناس لو ثنيت لي الوسادة و جلست عليها لأفتيتُ لأهل التوراةِ بتوراتِهم، وأهلُ الإنجيلِ بإنجيلهم، وكنتُ غاية كلِّ طالِب، من آخاهُ الرسول (ص) وجعلهُ القرين والصاحب، من خاطبَ الثعبان وقاتل طوائِفَ الجانَّ بقلب غير هائِب، من فتح حُصُون خيبر وبلغ مُرادهُ بعد ما رجع غيرهُ خائِب، من بات على فراشِ الرَّسول (ص) ووقاهُ الخطبَ المهولَ فنال أعلى المراتِب، من تصدق على المسكينِ واليتيمِ والأسيرِ فطوى ثلاثاً وهو ساغِب، عاش ثلاثاً وستين سنةً ولم يزل لربهِ مُراقِب، مات ليلةَ إحدى وعشرين من شهرِ رمضان المعظمِ والناس بين نادبةٍ ونادب، ودفن في نجفِ الكوفةِ فشرفَ ذلك الجانب، الإمام أبو الأئمة، أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب.
وعليه الصلاة وعليه السلام
********
اللهم صل وسلم على الصديقة الطاهرة الممتحنة الصابرة، سلالة سلطان الدنيا والآخرة، ذات المدة المتقاصرة والأحزان المتكاثرة والمناقب الفاخرة والغرة الباهرة.
يودُّ هلِالُ الأُفقِ لو أنهُ غَدَا
عَليها سِواراً والثّريَّا لهاعِقدا
وخيطُ الصّباحِ المستنير لنعلِها
شراكاً وشِسْعاً والزَّمانُ لَهَا عبدا
فلقة القمر وسيدة نساء البشر، من البدو والحضر، الإنسيةُ الحوراء والبهيةُ الغراء، المغصوبةِ جهرا المدفونة سراً، التي كان جبرئيل من خدامها، وإسرافيل يسبح عنها في أيامِ صيامِها، ويقوم الرسول إجلالاً لها وكفى بذلك فخرا، ماتت مضروبة وقد عاشت ثمانية عشر سنة تزيد شهرا، ودفنت في الروضة أو في البقيع أوفي بيتِها والله أعلم بذلك وأدرى، المطهرةُ البتول وثمرةُ فؤاد الرسول والدة الأئمة النجباء فاطمة الزهراء.
وعليها الصلاة وعليها السلام
********
اللهم صل وسلم على معدن الجود والمنن، وكاشف الكروب والمحن، الذي همى غيث فضله وهتن، وقاسم الفقراء ماله في السر والعلن:
ذُو الرَّاحةِ اليُمنَى التي حِسبانُها
مُدتْ على كيوان باعٌ أطولاَ
رَجُلٌ بصيوانِ الغَــــمامةِ جــــــــدهُ
المختارُ عَــن حَـــرِّ الهجِيرِ تــظلَّلا
باهل به جدُّه نصارى نجران بعد ما حمله على الكتفين وحَضَن، وتكلم على صغرِ سنه بكلام حارت في معانيه العقولِ والفِطن، وجاهد في طلبِ حقه فخذلهُ أهل الحقد والضغن، فتركه حقناً لدماءِ المسلمين وإطفاء نائرةِ الفتن، طلق أبوه وجده الدنيا فكان لهما ثالثا، فما مال لها ولا اطمأن، حج خمساً وعشرين حجة والنِجائب تقاد بين يديه والبدن، وكان يركب على ظهر جده في الصلاة فيطيل في السجود لئلا يلحقه حزن، طالما حمله جبرئيل وهز مهده إسرافيل فأين مثله ومن؟ عاش ثمانية وأربعين سنة هاجراً في طاعة ربه الغمضِ والوسن، سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بأمر من طرده الرسولُ ولعن، ومات بالسمِ النقيع ودفن بأرضِ البقيع، بعدما تولى أخوه الحسين (ع) غسله وإدراجه في الكفن، الإمام ابن الإمام أخو الإمام أبي محمدٍ الحسن
وعليه الصلاة وعليه السلام
********
اللهم صل وسلم على إمام الحرمين وابن خيرتك في الخافقين، وسبط سيد الثقلين وأكرم الناس من الفريقين، وزكي العنصرين.
العَالِم العَلمُ التقيُّ الزَّاهدُ
الوَرعُ النَّقيُّ الراكعُ السَّجادُ
خَـوّاضُ مَلْـحَـمةٍ ولَيْـــــثُ كَـريمَـةٍ
وسَحــابُ مَكْــرُمَةٍ وغَـــوْثُ أيـادِ
الذي حاز الشرف من الجهتين وعلا سؤددُه على الفرقدين، وكان من الرسولِ بمنزلةِ الحدقةِ من العين، والروح بين الجنبين، طالما قَبَلَّه الرسول (ص) وحمله على الكتفين، الذي جاهد في طلب حقه حتى قتل بين الصفين، مع سبعين وإثنين من أهل بيته الأدنين، عاش ثمانيةً وخمسين سنة تزيد شهراً أو شهرين، وقتل يوم الجمعة أو يوم الاثنين، طعنه سنان وشُمرٍ لرأسهِ أبان فلعنة الله على هذين الإثنين ودَفَنَ جسده الشريف أهل الغاضريات بعد مقتله بيومين، الإمام ابن الإمام أخو الإمام والد الأئمة سيد شباب أهل الجنة أبي عبد الله الحسين.
وعليه الصلاة وعليه السلام
********
اللهم صل وسلم على سيد الزاهدين وإمام العارفين، وقدوة المتقين وثمال اليتامى والمساكين، وصاحب الكرامات والبراهين المواصل الزفرةِ بالأنين والباكي على أبيه بقلبٍ حزين، وكان يسجد على الأحجار ويبل الأرض بدموعه الغزار، ويقوم الليل ويصوم النهار، حتى قال مولىً له (إني أخافُ عليك أن تكون من الهالكين).
وأبيضَ وضَّاحِ الجَبينِ تجمّعتْ
بِه مِنْ مَعَاني المُكْرَمَات فُنُونُ
إذا سَـهِرت عـيناهُ مـــن خــــوفِ رَبّـه
اقرّت بِـــهِ لِــلِأوليـاء عُـــــيــــونُ
ونطق الحجر بإمامته بلسان عربي مبين، وأثر في ظهره حمل النفقات للفقراء والمنقطعين، عال أربعمائة بيت من بني عبد مناف لوجه رب العالمين، عاش سبعاً وخمسين سنة ومات مسموما ودُفنَ في البقيعِ في القبر الذي فيه عمه الحسن، الإمام ابن الإمام والد الإئمة علي ابن الحسين زين العابدين.
وعليه الصلاة وعليه السلام
********
اللهم صل وسلم على نجم سماء المفاخر، وبدر فلك المآثر، وبحر الكرمِ الزاخر، المتفرع من دوحةِ النبي الطاهر، وارث الخلافة كابِراً عن كابر.
نسبٌ كمُنبَلَجِ الصباح يزينُهُ
حَسَبٌ شبيهُ الشّمسِ زاهي المُجْتَلى
فهو الذّي حَازَ العلومَ بِأسرِها
مَا كان مِـنـها مُــجْمـــــــَلاً ومُفـصلاً
فاق في فضله الأوائل والأواخر، وعجز عن عد مناقبة منهم الفطن الباهر، وكانت العلماء الأعاظم بين يديه أصاغر، الذي مسح على عين أبي بصير فأراه كل شيءٍ بين يديه حاضر، واختصمت له الطيور فقضى بينهم بحكمه الباهر، وشكى إليه الذئب الضاري عسر ولادة لبؤته فدعا لها فسلمت بإذن الملك القادر، عاش سبعاً وخمسين سنة معصوماً من الكبائر والصغائر، مات مسموماً ودُفنَ في البقيعِ عند أبيه الطاهر، الإمام ابن الإمام أبي جعفر محمد ابن علي الباقر.
وعليه الصلاة وعليه السلام
********
اللهم صل وسلم على طودِ العلمِ الشاهق وبحر الكرم الدافق، منبع العلوم والحقائق ومظهر الأسرار والدقائق، ومحمود الفعال والحقائق ومُرضي الخصالِ والطرائق، ذي النظرِ الرائق والطلعةُ التي يخجلُ منها القمرُ الشارق:
ملك يروقك خَلقه أو خُلقه
كالرّوضِ يَحْسُنُ منظراً أو مخبرا
آندَى على الأكبادِ مِن قـــطرِ الندى
وَاَلَذُّ في الأجفانِ مــن سِــنَةِ الكـرى
الذي اعترف بفضله وأفضاله كل ناطق، وفاض بحر علومه فملأ المغارب والمشارق، طالما اتكأت الملائكة في بيته على النمارق، ودعا إلى المرأةِ في مسجدِ سهيل فخلصت من يد ذلك المنافق، عاش خمساً وسبعين سنة وقد سمه أبو الدوانق، الإمام ابن الإمام، أبو عبدالله جعفر ابن محمد الصادق.
وعليه الصلاة وعليه السلام
********
اللهم صل وسلم على غيث الجود المتراكم وبحر العلم المتلاطم، صاحب المناقب والمكارم، وأفضل من نيطت عليه التمائم حجة الله على جميع العوالم، المفزع في المعضلات والأمور العظائم المنتمي في الشرفِ إلى علي وفاطم،
قَدْ نمتُــهُ أصــلابُ غُــرٍ كِـــرامِ
وبِمــــا في الإنــاءِ ينُمُّ الإناءُ
وتــــلـقـاهُ كلُّ بَــطــــنٍ شَــــريــفٍ
حَـــمَلتــهُ شَـــرِيفــــةٌ حـــــوراءُ
الذي فاق بجوده كعب ابن أمامة وحاتم، وكان يتفقد أهل المدينة بحمل النفقات ويعيلهم لوجه ربه الدائم، ويتلقى السائل بقلب منشرح وثغر باسم، ويقطع الليل ساجداً وقائماً، والنهار متصدقاً وصائماً، ويجازي المسيء بالإحسان ويقبل عثرة النادم، عاش خمساً وأربعين سنة معصوما من الذنوب والمآثم، ومات مسموماً في حبس السندي ابن شاهك فلعنة الله عليه من ظالم، ودُفن في مقابر بني هاشم، الإمام ابن الإمام أبي إبراهيم موسى ابن جعفر الكاظم.
وعليه الصلاة وعليه السلام
********
اللهم صل وسلم على مرجع الحكم والقضاء والبدر الذي أشرق بنوره وأضاء، الأمين على الأسرار والدين المرتضى، الضامن لمن زاره الأمان من اللظى.
إمــــامٌ إذا قبــلت أَعتـــابَ مجــدهِ
مَحَا عنْكَ أخطابَ الزَّمانِ الفوادحُ
هو أبنُ رَسـولِ اللهِ وابنُ وصــــيهِ
فَمَاذا عَسَى أنْ يَـبْلغَ القولَ مـــادحُ
الذي شهد بفضله من تأخر ومن مضى، وسارت بأخبار علمه الركبان فملأت الفضاء، شابَه في خَلقه وأخلاقهِ محمدٍ المصطفى وعليٍ المرتضى، فاختاره المأمون لولاية العهد وأمر الخلافةِ إليه فوضى، وكان يعرف الإسم الأعظم فيمشي به على الماء ويخمد به جمر الغضى، عاش تسعاً وأربعين سنة وبالسم قضى، ودُفنَ في أرضِ خراسان وبذلك سبق القضاء، الإمام ابن الإمام أبي محمد علي ابن موسى الرضا.
وعليه الصلاة وعليه السلام
********
اللهم صل وسلم على مرجع الفضل والسداد، وموضع الهدايةِ والرشاد، ومقصد الحاضرِ والباد، والحجة البالغة على العباد، والنورُ المشرق على أقطار البلاد وسلطان يوم المعاد وقطب دائرة الأبدال والأوتاد وسلالة السادة الأمجاد.
يَنْمى إلى ذَرْوةِ العز التي قَصُرَت
عن نَيْلِها عَربُ، الإسلام والعَجَم
مُشتَقةٌ من رسولِ اللهِ نَبْعَتهُ
طابتْ عناصُرها والخِيمُ الشّيمُ
الذي أقر بفضله الحساد وشهد بإمامته وعلو مرتبته الجماد، وجاوزت مناقبه في المدة اليسيرة التعداد، وابيض من نورها وسطوعها المداد، فحسده أهل البغي والعناد، وامتحنوه بالصعاب الشداد فخضعت له وألقت القياد، عاش خمساً وعشرين سنة وعلى هذا القدر ما زاد، ومات مسموماً ودُفن في بغداد، عند جده أكرم الأجداد، الإمام ابن الإمام أبو جعفر محمد ابن علي الجواد.
وعليه الصلاة وعليه السلام
********
اللهم صل وسلم على جمال المحفل والنادي، وغاية الرائح والغادي صاحب الكرم والأيادي، والنفس القدسية والشرف البادي والفضل الذي أقر به المنحرف والمعادي، ورجع به من طرف الحادي ينادى.
نســبٌ كمُشتـــقِّ النفوسِ ومفــخرٌ
باعُ الكواكبِ قاصرٌ عن طُولهِ
مـــــاذا يقـــــولُ المـــــــدْحُ فيــهِ بعـد أنْ
قــــد أُنـــزلَ القرآنُ في تَفــضِيلِهِ
الذي كشف للمنصور عن بصره فأراه عسكرهُ من الملائكة وقد ملأت الوادي، ودخل عليه قوم لايعرفون الله ورسوله يريدون قتله كأنهم الأسود العوادي، فلما نظروه بهتوا ورجع كل منهم بفضله ينادي، عاش إحدى وأربعين سنة وهو في الجد غير متمادي، ومات مسموماً ودفن (بسر من رآى) فقدس ذلك الوادي، الإمام ابن الإمام أبو الحسن علي ابن محمد الهادى.
وعليه الصلاة وعليه السلام
********
اللهم صل وسلم على السيد السري والجواد الجري، والماجد البهي والسراج المضيء، ذي الحسب الزكي والنسب السني، والخُلق المحمدي والزُهد العلوي، والعدل الكسروي والجمالِ اليوسفي والكرم الحاتمي، حجةُ الله ولطفُه الخفي الفائقِ على الزُهرةِ والمشتري، ذو الهيبةِ التي ترتعِد القلوبُ القاسيةُ منها وترعوي، والأخلاقُ الكريمة التي لانت لها قلوبُ الموكّلين بسجنه الأبدي.
الأشْرفُ الشّهمُ الذي خَضَعَت لهُ
شُمُّ الأُنوفِ وكلَّ جِحْجاحٍ سَرِي
مَـلــَكٌ إذا ما جَــــادَ حَــــدَّثَ مُسْــــــنِداً
عَـنْ جُـــــودهِ جُـــــودُ الغَمَـــامِ المُمْــــطِرِ
الذي مسح على عين جابر ابن النظر فعاد بصيراً بإذنِ الملك العلي، وأخرج بيده من الأرض ذهباً فسد به خِلة أبي هاشم الجعفري، عاش ثمانيةً وعشرين سنة وهو تقيٌ نقي ، ومات مسموماً ودُفِنَ في تربةِ أبيه علي، الإمام ابن الإمام أبو محمد الحسن بن علي العسكري.
وعليه الصلاة وعليه السلام
********
اللهم صل وسلم على ناشرِ عِلم العدلِ والأمَان، ومُخمد نارِ البغي والعدوان، وقالع ِآثار أهل الجور والطغيان ورافع شعارِ الإيمان، المبشر بقدومه ليلة َثلاث وعشرين من شهر رمضان.
إِمَامُ هُدى طُهرٍ كميّ إذا انتمى
إلى سادةٍ غُرِّ الشَّمائِلِ أَطهارِ
وبَــرٍ لِبَــرٍ ما نَسَــــــبْتَ فصاعداً
إلى أدمٍ لمْ يُنْمِهِ غَيْرُ أخْــيارِ
ومنـتـــظرٍ مـــا أخّـــرَ اللهُ وقْتـــهُ
لشيءٍ سِوى إبراز حقٍ وإظْهَارِ
لهُ عــزمةٌ تُــثْنِي القُضَـــاءَ وهِمــَّةٌ
تُؤَلِّفُ بين الشّاةِ والأَسَدِ الضَّارِي
وَعَــــــضْبٌ أَغَـبَّـــتْهُ الغُـــمُودُ، ويَنْــتَـضِيْ
لإِدْراكِ ثَــــاراتٍ سَــــبقْـنَ وَأَوْتَـــــارِ
الذي يُطهر الأرضَ من الأدناس والبهتان، ويشيّد معالم الحديث والقرآن، ويأمر الناس بقوله إن اللهَ يأمُر بالعدلِ والإحسان، ويأخذ بثأر جده ويهلك كل شيطان، وينتصف للمظلوم من الظالم وينتقم من فرعون وهامان، ويكون جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله والملائكة له أعوان،
مَلَكٌ تَرَى الأملاكَ تَنْزِلُ موْكِباً
في يومِهِ والشمس تَشْرُقُ مَغْرِباً
لا تَــنْـثَـــنِي عَـــــــزَمَـاتُــه أو تَـنْـثَـنِي
العَـــــوْجَــاءُ عَــدْلاً و الحــزُونُ المُثِـيبا
وتخرجُ له الأرضُ كنوزها والخيل المسومة من الطالقان، وتعمر ببركة وجوده البقاع والأوطان، ويرعى الذئب في زمنه مع الضأن، ويلعب الصبي بالحية والثعبان، رفيع القدر والشأن عالي الرتبة والمكان، الموجود في كل زمان ذي الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة، الإمام ابن الإمام خاتم الأئمة محمد ابن الحسن صاحب العصر والزمان.
وعليه الصلاة وعليه السلام
********
اللهم عجل فرجه وسهل مخرجة واملأ به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت من قبل مخرجه ظلماً وجوراً وعدوان، واجعله مظفر الألوية والأعلام ممدود الظلال على الخاص والعام، وأجعلنا من الأخذين بثأرِهم المقتدين بآثارهم، المستضيئين بأنوارهم واحشرنا تحت لوائهم، يوم تدعُ كل أناس بإمامهم، إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
وصل اللهم على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين.،،،،،، والفاتحة.